Pressroom

لقاء في معهد باسل فليحان في الذكرى الـ27 لتأسيسه

لقاء في معهد باسل فليحان في الذكرى الـ27 لتأسيسه
وزير المالية: نجاح الإصلاحات يتطلب وجود إدارات كفوءة وخبرات تقنية عالية

نظم معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لقاء، بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتأسيسه، بعنوان “27 سنة من الثبات من أجل لبنان”، في مركزه في منطقة العدلية كورنيش النهر، برعاية وحضور وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور يوسف خليل.
كما حضر الرئيس فؤاد السنيورة، وزير الاعلام في المهندس زياد المكاري، السفير كنج الحجل ممثلا وزير الخارجية والمغتربين عبدالله ابو حبيب، العميد المهندس هادي الحسيني ممثلا وزير الدفاع العميد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون، فرنسوا سبورير ممثلا السفير الفرنسي، أليسندرا فيزير ممثلة الاتحاد الأوروبي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هوكشتيان، النائبان مروان حماده وابراهيم منيمنة، الوزراء السابقون ناصيف حتي، نبيل دو فريج وسامي حداد، المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور أنطوان شقير، العميد الاداري انطوان حلو ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد وسيم منذر ممثلا المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، النقيب اوليفر حمصي ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء انطوان صليبا، مدير المالية العام جورج معراوي، المدير العام للجمارك ريمون خوري، رئيسة المجلس الاعلى للجمارك ريما مكي، رئيس مجلس إدارة والمدير العام للريجي المهندس ناصيف سقلاوي، المدير العام للكونسرفتوار الوطني الدكتورة هبة القواص، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، رئيس المعهد العالي للأعمال ماكسانس ديو، رئيسة المعهد الدكتورة لمياء المبيض بساط وفريق عمل المعهد والخبراء المعتمدين وعدد من الشخصيات الادارية والاكاديمية والموظفين.
بدقيقة صمت عن أرواح الشهداء، استهل الاحتفال ثم النشيد الوطني اللبناني اداه عازفو المعهد الوطني العالي للموسيقى.

عبد الخالق

وألقت عبد الخالق كلمة ترحيبية باسم المعهد، قالت فيها: ” المشعل اليوم هو هذا المعهد الذي أسسه الرئيس فؤاد السنيورة منذ سبعة وعشرين عاما في الحكومة الأولى للرئيس الشهيد رفيق الحريري، من خلال بروتوكول التعاون اللبناني – الفرنسي، وأهدي إلى ذاكرة الشهيد باسل فليحان في العام 2006″.
اضافت: “الزمن ليس زمن احتفالات لكننا أصرينا على اجتماعنا بعد غياب أربع سنوات، لنسترجع بعضا من روح نفتقدها، ولنستمد من صمود كل منا عزيمة نحتاجها. ولنؤدي التحية لزملائنا في معهد المالية العامة في فلسطين ولشريك استراتيجي هو المعهد العالي للأعمالESA الذي أسس بموجب البروتوكول عينه في العام 1996. ”
بعدها تم عرض الفيلم الخاص بذكرى التأسيس

صابر والشيخ

ثم القى الخبيران المدربان الدكتورة هدى صابر والدكتور زياد الشيخ كلمة عرضا فيها لشهادتهما في المعهد. وقالت الدكتورة صابر: “اسمحوا لنا بداية ، زميلي الدكتور زياد الشيخ، وأنا، الدكتورة هدى صابر، الموظفين في وزارة المالية، أن نتقدم، باسم زميلاتنا وزملائنا الخبراء-المدربين ، أولا من معالي وزير المالية، وثانيا من أسرة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي ، وثالثا منكم جميعا، بالمباركة بعامه الجديد، متمنين لهم ولنا قوة الصبر والاستمرار في إداء واجبنا في خدمة الشأن العام وإعلاء المصلحة العامة.
من جهته، قال الدكتور الشيخ، منذ ثلاثة وعشرين عاما بدأت العمل في وزارة المالية، وتعرفت حينها للمرة الأولى على المعهد المالي، حيث دفعني فضولي إلى السؤال عنه وعن أعماله وعن الهدف من انشائه، بالرغم من وجود معاهد تدريب عديدة في لبنان . كان الجواب حينها أن الهدف الأساس من إنشائه هو تدريب موظفي وزارة المالية ورفع مستوى أدائهم في الحقلين المالي والإداري”.
اضاف: “توقعت في ضوء ذلك أن المعهد لن يعدو كونه مؤسسة جديدة من مؤسسات الدولة التي تحكمها البيروقراطية والتحاصص، إلا أنني تفاجأت بمؤسسة عصرية رائدة، وبفريق عمل متميز لا يشبه بشيء القطاع العام بصورته النمطية التي رسمت بأذهاننا. احتراف واضح. تفان، واحترام، وتقدير، وانفتاح. أفكار عصرية، ومواضيع شيقة، تعرض وتناقش بأسلوب حديث جذاب” .
واكد “ان هذا ما دفعني للمشاركة في الدورات المتنوعة التي ينظمها، كدورات المعلوماتية واللغات والدورات المتخصصة حيث لمست، من خلال كل مشاركة ، الفارق الكبير بين هذا المعهد وغيره من مؤسسات الدولة، وشعرت بالفخر والاعتزاز لكوني موظفا في وزارة تعطي موضوع التدريب الوظيفي والتأهيل المستمر هذه المكانة، وهذا القدر من الاهتمام”.
وقال: “تابعت تحصيل التعليم العالي، فوجدت في مكتبة المعهد بستانا للمعرفة، وواحة للمراجع الحديثة التي احتاجها. توالت السنين، واستمرت متابعتي لنشاطات المعهد، وكنت استمتع بشكل خاص بقراءة نشرته الفصلية: “حديث المالية”، والأدلة الإرشادية التي تصدر عنه، والتي كانت تغني معرفتي بمحتوياتها القيمة. كما شهدت تحوله من مركز تدريب بسيط إلى بيت خبرة يساهم في وضع السياسات العامة القائمة على القواعد العلمية، وملتقى علمي على مستوى المنطقة العربية، حتى بات ملتقى للشرق والغرب، ينافس أرقى وأعرق المعاهد على مستوى العالم”.
وتابع: “ووجدت مع توالي السنين، أنه كلما كبرت أنا عاما، وازددت شيبا، ازداد المعهد تألقا وشبابا، وتحولت مع الزمن من متدرب فيه إلى مدرب-خبير، وتعرفت أكثر على العاملين فيه، وشهدت على حجم العمل الذي يقومون به، وشعرت أنهم يعملون كخلايا النحل بلا كلل أو ملل لما يقارب الـ10 ساعات في اليوم، وعلى مدار السنة، وأدركت حينها المشقة الكبيرة والمسؤوليات الجسام التي يحملونها، وأيقنت أنه ليس من السهل أبدا أن تكون موظفا أو مدربا في معهد باسل فليحان”.
واشار الى انه “في فترة الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعرض لها لبنان في السنوات الأخيرة، تفاجأت بواقع جديد ومهام جديدة تولاها المعهد. فإضافة الى مهماته الأساسية بالدراسات والتدريب المهني، انشغل بالزراعة، والصناعة، والحروب، والفنون، وسوق المراهنات”.
قام المعهد بزراعة بذور الأمل فينا جميعا، والإيمان والتفاؤل بغد أفضل. ورأيته يحاول أن يصنع المستحيل لبناء وطن حديث، على أسس إصلاحية متينة، متخذا الإصلاح هدفا وفعلا لا قولا وشعارا، لبناء بلد يليق بنا جميعا. ووجدت العاملين فيه، على اختلاف مواقعهم، يحاربون ويكافحون في سبيل تحقيق هذا الهدف. يقاتلون باللحم الحي وبالذخيرة المتاحة ، من أجل الاستمرار بأداء الواجب تجاه الوطن ومؤسساته وناسه. وشاهدتهم يراهنون بعزيمة لا تعرف الكلل أو الوهن، على النجاح، مهما عظمت التحديات، مؤمنين بنبل القضية، راسمين بقعة ضوء تكاد تكون وحيدة وسط الظلام الدامس المطبق على وطننا، ومشكلين بإصرار، أيقونة صبر وتفان في سبيل تحقيق المصلحة العامة، مثبتين بالفعل، لا بالقول، أنهم النقطة التي تنحت الحجر، مهما كان الحجر صلبا.”
وأكد ان “الرهان في معهد باسل فليحان ليس بين أن ننجح أو أن نفشل. الرهان هو بين أن ننجح أو أن ننجح”.

صابر

وقالت الدكتورة صابر: “افتخرت بأن يرفق اسمي باسم والدي، ولكن منذ أن أصبحت خبيرة-مدربة في معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي أصبحت أفتخر وأعتز بأن يرفق اسمي أيضا، باسم هذا المعهد . لم يتكون شعوري هذا، من عبث. فمنذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماي مقره، لمست أولا، رقيا في التعامل، سواء من ادارته أو من العاملين فيه، رقي قل نظيره في اداراتنا ومؤسساتنا العامة والخاصة” .
وتابعت: “كانت أولى مراحل اعتمادي كمدربة، هي خضوعي لدورة تدريب المدرب على قانون الشراء العام، الذي وضع مسودة مشروعه فريق المعهد. وكأي متلق أولي للقانون، كانت لدي ملاحظات واستفسارات حول المحتوى التدريبي. ومن كثرة ملاحظاتي واستفساراتي، اعتقدت أن هذا الأمر سيزعج المعهد والقيمين على الدورة، كما اعتدنا في القطاع العام. ولكن مفاجأتي كانت كبيرة عندما طلب مني أن أدون ملاحظاتي التفصيلية التي تم اعتماد جزء كبير منها فيما بعد. وبعد وضع المسودة الأولى للمحتوى التدريبي، تمت مناقشة مضمون هذا المحتوى مع كافة المدربين المعتمدين ما يدل على ديموقراطية التعامل، وتقبل وجهات النظر، والاعتراف بقدرات الآخر، وعدم التمسك بالأنا الذي هو المعرقل الأول للتقدم “.
بعد الاعلان عن بدء التدريب على قانون الشراء العام، لم أتصور أن تلقى الدعوة قبولا لدى القطاع العام والبلديات في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وفقدان الثقة بمؤسسات الدولة. لكنني تفاجأت بالعدد الهائل لطالبي التدريب، الأمر الذي، وإن دل على شيء ، فهو يدل على الثقة التي تتمتع بها هذه المؤسسة لدى القطاعين العام والخاص، وهذه الثقة مردها الى العمل الجاد والمتميز والمستمر الذي ثابرت عليه طيلة سبعة وعشرين عاما”.
وأعلنت انه “خلال الدورات التدريبية التي جرى قسم كبير منها في عدة مناطق، القريب منها والبعيد (القبيات مثالا)، كان فريق العمل على أتم جهوزية، حاضرا دائما لتقديم كل مساندة لنا كمدربين، وأيضا للمتدربين. وللتأكد من حصول المتلقين على أكبر إفادة ممكنة، مع حرصه على إجراء تقييم تفصيلي للدورات من قبل المتدربين بغية تصويب وتحسين ما قد يكون ناقصا،مما أثار دهشة المدربين والمتدربين على حد سواء، فكنا جميعا شهودا على المهنية العالية والمسؤولية التي يتحلى فريق المعهد بها خصوصا في التعاطي بموضوع حساس كالشراء العام”.
ونقلت بعض ما عبر عنه المتدربون خلال الدورات: تلمعهد هو واحة الأمل في هذا الزمن الصعب للقطاع العام، المعهد هو خميرة الاصلاح في القطاع العام، فريق المعهد اهل التميز والتقدم وأحلى وحدة، المعهد هو الصورة الجميلة للدولة التي نفتقدها”.

يونس

ثم تحدثت باسم المعهد الفلسطيني للمالية العامة والضرائب عبر الفيديو نهاد يونس، وقالت : “رغم الحزن أبدأ كلمتي بعبارات الفرح والسعادة في احتفالية العيد السابع والعشرين لتأسيس معهد باسل فليحان، لا حل للحزن الذي نعيشه اليوم الا الشعور بالفخر بهذه المؤسسة القادرة خلال السنين أن تقدم الخدمة رغم كل المصاعب التي مر فيها لبنان، وهذه المهمة لم تكن صعبة بل مستحيلة، ولكن الديناميكية الموجودة في المعهد والقيادة الاستثنائية استطاعت أن تجعل من هذا المعهد اداة استراتيجية لادارة المال العام، ونموذجا مؤسساتيا مخضرما في الوطن العربي.”
واضافت: “في سنة 2011 كنت جزءا من فريق انشاء المعهد الفلسطيني، وفي خضم التحضير لانشاء المعهد الفلسطني نصحني احد كبار الخبراء نصحني لزيارة معهد باسل فليحان، وفعلا كانت هذه الزيارة بالنسبة لي من اهم الزيارات لكسب المهارات المعرفية والخبرات من هذه المنارة الحقيقية”.
وتابعت: “علمنا معهد باسل فليحان بأنه حين تقع المصاعب والتحديات الى أوجها يجب أن نجد النقطة التي تنحت الحجر ولكن النقطة لا تنحت الحجر الا اذا استمرت، وهذا ما قام به معهد باسل فليحان، وجد دوره دائما واستطاع أن يتحول الى أداة استراتيجية لادارة المال العام كونه في احلك الظروف قاد عملية اصلاح الشراء العام في لبنان”.

ديو

ثم القى رئيس المعهد العالي للأعمال ماكسانس ديو كلمة قال فيها: “يسعدني جدا أن أكون معكم اليوم للاحتفال بالذكرى السابعة والعشرين لتأسيس المعهد، كما أتقدم بالشكر الجزيل لرئيسة المعهد السيدة لمياء مبيض بساط على دعوتي للتحدث”.
اضاف: “يسعدني بشكل خاص أن أشارك في هذا الحفل، لأن معهد باسل فليحان يحتل مكانة خاصة في تعلقي بلبنان. وهو في الحقيقة المعهد الأول الذي تعاونت معه عام 2011، عندما وصلت إلى بيروت. لقد تأثرت على الفور بالتزام المعهد واحترافية فرق العمل”.
واكد ان معهد باسل فليحان يشترك في العديد من النقاط المشتركة مع المعهد العالي للأعمال بتاريخ انشائه عام 1996، وقال: “نفس الدافع لتأسيس معهد رفيع المستوى مدفوع بقيم دعم قادة لبنان، سواء كانوا يعملون في القطاع الخاص من الأعمال كما في ESA، أو في المجال الإداري للقطاع العام. بالإضافة إلى القيم المشتركة التي نتقاسمها، فقد تعاونا أيضا في العديد من المشاريع، مثل المؤتمرات والندوات. وفي عام 2019، كنا فكرنا في إنشاء درجة ماجستير متخصصة مشتركة”.
وقال: “في مواجهة الأزمة، يستمر إعجابي بهذا المعهد في التزايد. أستطيع أن أتخيل الصعوبات التي يواجهها معهدكم، خاصة في ما يتعلق بالميزانية. اليوم أود أن أشيد بماضي وحاضر معهد باسل فليحان: عيد ميلاد سعيد. يبقى المعهد العالي للأعمال إلى جانبكم في مواجهة الأزمات العديدة التي تؤثر على معهدكم ويدعو إلى تعزيز التعاون معكم”.

الوزير الخليل

وقال وزير المالية: “يسعدني أن أرحب بجميع الحاضرين الذين اختاروا مشاركتنا الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، الذي أنشئ بهدف مواكبة مشاريع الإصلاح والتحديث في وزارة المالية، فأضحى اليوم مركز تميز في تطوير القدرات الوطنية في إدارة المال العام. وما سمعناه من شهادات الخبراء والمؤسسات الشريكة، ومنها معهد المالية العامة في فلسطين والمعهد العالي للأعمال ESA، دليل واضح على الأثر الكبير الذي تركه هذا المعهد في لبنان والمنطقة”.
اضاف: “أنتهز هذه المناسبة لأحيي صمود الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومن ضمنها معهد المالية العامة في فلسطين. كما هو معروف، ما زالت الأزمات التي عصفت بالبلاد في السنوات الأخيرة قائمة ليومنا. إزاء كل ذلك، سعت حكومتنا وما تزال إلى تصحيح تداعيات الأزمة والسير بالعمل بالإجراءات المطلوبة للتعافي والنهوض بالاقتصاد، وهذه الإجراءات ضمناها موازنة 2024، ومنها ما يهدف إلى تنشيط الدورة الاقتصادية من خلال تعزيز ايرادات الدولة في استكمال لمسار التعافي والتوازن المالي، ما يدعم الاستقرار النقدي”.
وتابع: “إلى جانب ذلك تعمل وزارة المالية على مشاريع قوانين إصلاحية تصب في استراتيجية الحكومة في النهوض الاقتصادي. السير بهذه الإصلاحات يتطلب وجود إدارات كفوءة وخبرات تقنية عالية يعمل عليها المعهد المالي في سياسته وأهدافه لناحية تعزيز الخبرات والكفاءة في الإدارات العامة، وعلى تأمين استمرارية عمل المؤسسات في هذه الظروف الصعبة، وهنا يكمن دوره وأهمية دعمه”.
واكد “ان التحدي يكمن اليوم في الحفاظ على هذه الكوادر وعلى عمل المؤسسات في ظل تراجع قيمة العملة الوطنية وتدهور الوضع المالي، والقلق من تدهور الوضع الأمني على جبهة الجنوب.”
وقال: “اسمحوا لي أن استذكر تجربتي الشخصية مع المعهد، وبشكل خاص مشاركتي في اللجنة العلمية لمجلة “السادسة” التي تميزت بجودة وجدية طرحها لمواضيع المال العام وتحديث الدولة منذ العام 2011، وكذلك مشاركتي في أكثر من مناسبة في برنامج تعزيز قدرات مدرسي مادة الاقتصاد في المدارس الرسمية، ومؤخرا مواكبتي لاستراتيجية اصلاح الشراء العام كرئيس للجنة الوزارية”.
وختم: “إن المعهد يعبر بشكل واضح عن رؤية وزارة المالية لتحسين أداء مؤسسات الدولة، من خلال تنمية الطاقات البشرية والتكيف مع التحولات، والأهم تخصيص مساحة للحوار العلمي المبني على الحجج والبينات. أهنئ رئيسة المعهد السيدة لمياء وفريق العمل الذين ثابروا دون كلل أو تعب، في جعل المعهد واحة علم وحداثة، وأهنئهم أيضا على سعيهم لجعل لبنان مركز تميز واستقطاب لبلدان المنطقة”.

المبيض

وكانت كلمة لرئيسة المعهد، اشارت فيها الى انه “في مناسبة وداع “الصحافي الكبير الأستاذ طلال سلمان، وزعت عائلته كتابه الإيقوني: “الهزيمة ليست قدرا”، وقالت: “صدى هذه الكلمات يتردد داخلنا ويتعاظم مع دوي أصوات القنابل من غزة إلى جنوبنا اللبناني”.
اضافت: “معهد باسل فليحان، مؤسسة عامة رائدة، اختارت أن لا تكون الهزيمة قدرها، ولن تكون؟ فهي لم تهزم في العام 2003 حين واجهت أعتى أشكال الرفض لفلسفتها وتوجهاتها وركائز عملها . وفي النهاية تكرست قانونا، مؤسسة عامة مستقلة إداريا وماليا وفنيا، رائدة في 1 ) بناء القدرات وفي ( 2 ) تحضير السياسات العامة ومواكبة تنفيذها وفي ( 3 ) بناء الشراكات والتعاون الدولي في مواضيع إدارة المال العام” .
وتابعت: “لم تهزم في العام 2005 حين انهزم الأمل باستشهاد دولة الرئيس رفيق الحريري الذي شاء هذا المعهد في العام 1996 مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة من خلال بروتوكول التعاون اللبناني الفرنسي، ولا حين انطفأ رفيقه باسل فليحان بعد 62 يوما من صراع شجاع، فأهدي هذا المعهد لذكراه. لم نهزم في العام 2006 حين دمرت عناقيد غضب العدو كل شيء ما عدا إرادتنا بالمقاومة، فحولنا هذا المبنى خلية نحل لمؤازرة عمليات الإغاثة وتخليص البضائع وتسهيل الأعمال الجمركية في المرفأ المهدد فكنا جزءا من خلية الأزمة آنذاك. ثم لم يهزمنا انفجاران عظيمان، الأول مالي والثاني مادي حدث على بعد أمتار منا، انفجار دمر مرفأنا وقلب مدينتنا وهذا المبنى، انفجاران زعزعا ثقتنا بالدولة وإيماننا بأن العدل وحده يحصنها. “ما حصنت الدول بمثل العدل”.
واردفت: “في لحظة ما، باتت الهزيمة على قاب قوسين منا، ومن رفاق وزملاء وزميلات في إدارات الدولة ومؤسساتها، سألناهم وسألنا أنفسنا: هل من منطق لاستمرارنا؟ هل يريد اللبنانيون فعلا دولة فاعلة ومؤسسات؟ دولة بمعنى البناء العصري لمؤسسات محايدة متجاورة مع هموم الناس كل الناس وخصوصا الأكثر هشاشة. دولة لا يعلو فيها منطق التحاصص على منطق الجدارة، يدار فيها المال العام بمعايير الشفافية والأمانة؟ دولة تنادي بإعداد القادة لتولي المهام، وتقدم الصالح، وتجازي الفاسد وترتقي بالعقد الاجتماعي ليصبح عقد ثقة متبادلة مع مواطنيها. هل يريد اللبنانيون دولة بهذا المعنى؟ أم دولة طوائف نصنعها بالتوافق؟ دولة سميكة لا موضع شفاف فيها ولا صناع قرار”.
وقالت: “السؤال مشروع طبعا ومفتوح على كل الاحتمالات وعلى كل الأحلام. والجواب أيضا واضح صريح: ما من سبيل إلى استعادة عمراننا من دون العودة إلى الدولة، وبشروطها، ومن دون أن تعيدنا هي إليها، من باب مواطنيتنا”، مؤكدة “ان هذا المعهد هو حلقة من حلقات عدة في صلب تكوين مشروعية الحكم وصناعة الدولة، هو مدماك أساس لأنه يعمل بقوة النموذج. والمؤسسة – النموذج مفتاح من مفاتيح غد هذه البلاد. لذلك، لا يمكن أن تكون الهزيمة قدرها. ولن تكون. وهي لن تستسلم لمحاولات تحجيم وإبعاد، أو ضم وفرز وإعادة تشكيل مؤسسات، على قاعدة الأهواء. بل بالعكس”.
وأعلنت اننا “قررنا أن نعيد ترتيب الأولويات ونبني استراتيجية للصمود، نلخصها بست نقاط: أولا، زيادة إيراداتنا تدريجيا \من خلال تقديم خدماتنا الفكرية مقابل بدل وبما يتوافق مع أنظمتنا، ثانيا، الاستثمار في الوسائل التكنولوجية التي تسمح بمواكبة الاصلاحات من خلال البيانات (evidence based reforms) الـ budget dashboard مثالا أو بتصدير المعرفة المتخصصة \ – التدريب عن بعد e – learning مثالا. ثالثا، تنفيذ المشاريع بالتعاون مع شركائنا في لبنان والمنطقة\ كوننا بيت خبرة. رابعا، تدريب خبرائنا في الخارج وشحذ معارفهم استعدادا للمشاركة في الإصلاحات المطلوب انجازها، خامسا، إعادة هيكلة نفقاتنا. وأخيرا، المحافظة على فريق عملنا الذي نعتز بقدراته وخبراته”.
وقالت: “نحن أهل المعهد، فريق عمل وخبراء قل نظيرهم ومدربين ذاع صيتهم وزملاء وزميلات في وزارة المالية وفي إدارات الدولة. ممن ارتضوا الخدمة العامة رسالة، وعزة الدولة وكرامة المواطن نهجا، نحن الذين كرسنا لهذه البلاد كل طاقاتنا، وأفضل سنوات حياتنا، والبعض منا حياته نفسها نقولها بثقة العارف: الهزيمة ليست ولن تكون قدرنا. نقولها ونحن ندرك عمق التحدي وصعوباته الفنية والمالية نتيجة تأخر الإصلاحات والتجاسر على المؤسسات والتهجير القصري لأفضل الكفاءات. نقولها ونحن ندرك جيدا عبء الاقتصاد السياسي على مسار الإصلاح : دولتنا لنا والمؤسسات هي الثابت الوحيد في علاقة المواطن بوطنه، وهي اليوم تحتاج وقبل فوات الأوان للإنقاذ السريع والإصلاح الأكيد على ايدي أصحاب المهارة والأمانة وبعد النظر، والقدرة على دقة التصرف في أمور الحكم وإدارة شؤون الناس”.
اضافت: “نحن، في هذا المعهد، نمد أيدينا لكل من يشاركنا هذه القناعة، في الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الدولي، وندعوهم لمساندتنا والعمل معنا لتحصين مؤسستنا والمحافظة عليها. زمن الشدة لا يدوم، أما المؤسسات القوية فتدوم، وهي تصنع المستقبل. مدوها اليوم بالقدرة على الصمود، لتكون قادرة في زمن النهوض”.
وختمت متوجهة “بالشكر لكل من أودعنا محبته وشهادات نعتز بها : الدكتورة هدى صابر والدكتور زياد الشيخ ، السيدة نهاد يونس و رفاقنا في فلسطين ، والصديق ماكسانس دويو الذي نؤكد له استمرار تعاوننا مع معهده. كلمات التقدير لدولة الرئيس الذي شرفنا اليوم كضيف في بيته، والشكر لراعي الحفل معالي وزير المالية الدكتور يوسف الخليل له منا كل المحبة، الشكر واجب للجيش اللبناني وقائده لثقته بمعهدنا ودعمه الذي لا ينقطع ، ولوزير الداخلية وقوى الأمن الداخلي لوقوفهم إلى جانبنا خصوصا مؤخرا بعد حادث السطو، لمديرية الأمن العام الشكر العميق لأنها أتاحت لنا الاستمرار في تقديم خدماتنا حين انقطعت عن معهدنا وسائل الاتصال والعمل فكانوا لنا خير سند . كل الامتنان للأستاذ ناصيف سقلاوي رئيس مجلس إدارة ومدير عام إدارة حصر التبغ والتنباك الذي لا أذكر إنني التقيت به خلال هذه السنوات الأربع العجاف إلا وقال لي ” ما تعتليش هم نحنا حدك”. الشكر والامتنان الأكيد للزميل الصديق الأستاذ جورج معراوي مدير المالية العام الذي نعتز بدعمه وصداقته ، ولكبار المسؤولين في وزارة المالية ومنهم الصديقة رئما مكي رئيسه المجلس الأعلى للجمارك ومديرها العام الأستاذ ريمون خوري الذي على عاتقهم أصعب المهمات في تأمين القسم الأكبر من واردات الدولة .لا بد أن أعبر أيضا عن امتناني الكبير لمن يقف إلى جانبنا من الشركاء الدوليين وندعوهم لزيادة الدعم. لأسرة المعهد، ما من كلمات تعبر عما في قلبي من احترام لالتزامكم وتقدير لجرأتكم والمحبة.أخيرا، الامتنان لكل من حضر اليوم ليشد عزيمتنا عبر بحضوره عن محبة خالصة صافية عابرة للأزمات. ندعوكم للثبات ومواصلة التعاون”.

Resources