الزملاء والأصدقاء والشركاء الأعزاء،

يطلّ علينا العام الجديد بكمّ من التحديات غير المتوقعة نتيجة الحرب في غزّة وفي جنوبنا وأهله.
في معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، خياراتنا ثابتة، وعنوانها واضح: “الهزيمة لمْ ولن تكون قَدَرنا.”
هذا المعهد، مؤسسة عامة رائدة، كانت على مدى 27 عاماً مَضَت وستَبقى، حلقة من حلقات عدّة في صلب تكوين مشروعيّة الحُكم وإعادة بناء الدّولة العصرية التي نحتاج إليها.
هو مدْماك أساس، يعمل بقوّة النّموذج، وهذه المؤسسة-النّموذج مفتاح من مفاتيح الإصلاح المالي ومستقبل البلاد.
ولأن التحديات عظيمة، ولأن لا خيار لنا سوى التصديّ، أعدنا ترتيب أولويّاتنا على قواعد جديدة هي التالية:
1. إعادة هيكلة نفقاتنا؛
2. زيادة إيراداتنا تدريجيّاً من خلال تقديم خدماتنا الفكريّة مقابل بدل، وبما يتوافق مع أنظمتنا؛
3. الاستثمار في الوسائل التّكنولوجيّة الّتي تسمح بمواكبة الإصلاحات من خلال البيِنات budget dashboard أو بتصدير المعْرفة – التّدريب عن بُعد مثالاً؛
4. تنفيذ مشاريع مشتركة بالتّعاون مع شركائنا في لبنان والمنطقة كوننا بيت خبرة في إدارة المال العام؛
5. تدريب خبرائنا في الخارج وتعزيز معارفهم استعداداً للمشاركة في الإصلاحات المطلوب إنجازها؛
6. المحافظة على فريق عمل المعهد، ثروتنا، الذين نعتزّ بقدراتهم والتزامهم.
هل سيكون النجاح من نصيبنا؟ نسعى لذلك طبعاً، وبكل ما أوتينا، يدفعُنا قرارَنا بأن الهزيمة لن تكون قدرنا.
خيارنا ثابت وهدفنا واضح: ما من سبيل إلى استعادة عمراننا من دون العودة إلى الدّولة، وبِشروطها ، ومن دون أن تعيدنا هي إليها ، من باب مواطنيتنا .
أهل هذا المعهد، فريق عمله وخبرائه ممّن ارتضوا الخدمة العامّة رسالةً وعزّة الدّولة وكرامة المواطن نهجاً، يدركون تمام الإدراك عمق التحدّي وصعوباته نتيجة تأخّر الإصلاحات وتهميش المؤسّسات والتهجير القصري لأفضل الكفاءات. ولكنهم يدركون، أكثر من غيرهم ربّما، أنّ مؤسّسات الدولة هي الثّابت الوحيد في علاقة المواطن بوطنه، وهي اليوم تحتاج وقبل فوات الأوان للإِنقاذ السّريع، والإصلاح الأكيد، ولأصحاب المهارة والأمانة وبعد النّظر، والقدرة على دقّة التّصرّف في أُمور الحكم وإدارة شؤون النّاس.
في معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، نعرف أنّ زمن الشدّة لا يدوم، لكن المؤسّسات القويّة تَدوم، وتصنع المستقبل.
نتابع المسيرة من خلال خطّة عملنا لسنة 2024، ونمُدّ أيْدينا لشركائنا في الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الدّولي داعينهم للعمل معنا لتحصين مؤسّساتنا والحفاظ على هيبتها وكرامة العاملين فيها.

فريق عمل معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي